كلمة حول توحيد كلمة الأمة
السؤال: نرجو إلقاء كلمة حول وجوب توحيد كلمة الأمة في هذه البلاد، وفي التفافها حول قيادتها لدرء الخطر الداهم، والتهديد المستمر من حاكم العراق لهذه البلاد ومقدساتها؟
الجواب: قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعد الآيات التي قرأناها في التقوى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران:102] قال عز وجل: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا))[آل عمران:103].
إن هذه الآيات مع أنها تنطبق على الصحابة رضوان الله عليهم والذين بعث فيهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي أيضاً تنطبق على هذه البلاد، كان حالها قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وقبل ظهوره كحال الجاهلية الأولى، كما ذكر الله عز وجل، وعادت إلى شبه هذه الحال أيضاً في أول هذا القرن أو القرن الماضي الهجري، ولكن الله من فضله ومنه جمعها على كلمة التوحيد.
فهذا البلد والحمد لله ما قام إلا على كلمة التوحيد التي من لوازمها توحيد الكلمة والاعتصام بحبل الله وبكتاب الله؛ ولهذا فالمنهج واحد والحمد لله، والشرع واحد، والهدف كله واحد، ولذلك هذه البلاد لا مكان فيها لمن يدعو إلى الشرك، لا مكان فيها لأصحاب البدع، لا مكان فيها لعلمانيين، أو زنادقة، أو ملاحدة أبداً، هذه وكل بلاد المسلمين وقفٌ للإسلام، لكن هذه بالذات أهم وأعظم بلاد الإسلام، فهي كالقلب بالنسبة لبلاد الإسلام.
فلا يجوز أن يقرّ فيها أي مبدأ ولا مذهب ولا قانون ولا رأي يخالف دين الله, أو يخالف منهج السلف الصالح.. من أراد ذلك وإلا فليرحل عنها، لا مكان له في هذه البلاد على الإطلاق.
هكذا يجب أن نكون يداً واحدة على من سوانا كما أخبر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن تجتمع كلمتنا على إقامة دين الله وتحكيم كتاب الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورفع راية الجهاد في سبيل الله متخلين بذلك عن شهواتنا وعن مآربنا وعن ملذاتنا وعما تحبه نفوسنا؛ فإنها دائماً تحب الركون والإخلاد إلى الدنيا، وأن نكون يداً واحدة، نتطوع ونتبرع وندفع كل غال ورخيص من أجل نشر كلمة الله, وإعلاء دين الله كما كان، والحمد لله تاريخنا حافل بذلك.
ونقول توكيداً لما سبق: لا بد من توحيد الكلمة ووحدة الصف ونبذ الفرقة والاختلاف، والاعتصام بحبل الله، وكتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن نكون جميعاً يداً واحدة لإعلاء كلمة الله.. هذا أمر ضروري لا بد منه.
ويجب على الإخوة الخطباء والوعاظ وكل إنسان أن يدعو الأمة إلى ذلك، فإن هذا أمرٌ عظيم علق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى النصر به، بل جعل الفشل والضعف في تركه، ((وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ))[الأنفال:46] فالتنازع وعدم الالتفاف حول القيادة المؤمنة المجاهدة لا شك أنه من أسباب الهزيمة والفشل نسأل الله العفو والعافية.